صحابة الرسول (ص) الذين أخذوا من الرسول تفسير القرآن فيسأل منهم عن معاني آي القرآن الكريم فأخبر الخليفة عمر بذلك فجلبه إلى المدينة وأحضر له عراجين النخل وضرب بها رأسه حتى أدماه وفي المرة الثانية ضرب بها على ظهره حتى ترك ظهره دبرة أي على ظهره مثل قرحة الدوابّ ، ثم تركه حتى برئ وأعاد ضربه ثالثة ثم نفاه إلى البصرة وحرمه عطاءه ونهى عن مجالسته فكان إذا حضر مجلسا في المسجد تفرقوا عنه وبقي كذلك حتى تشفع له الوالي أبو موسى عند الخليفة فرفع العقاب عنه (١).
***
وبناء على ما ذكرنا حصر الخليفة عمر تعليم معنى القرآن بعدد معدود ، منهم ابن عباس ومنع الآخرين من البحث عن معاني القرآن ، وأمرهم بالاقتصار على تلاوة ـ لفظ ـ القرآن ، وأنتج ذلك تبدّل معنى القراءة والإقراء كالآتي بيانه باذنه تعالى.
تبدل معنى القراءة والاقراء في مصطلح المسلمين :
مر بنا آنفا أن الرسول (ص) كان يتلقى عن طريق الوحي تلاوة لفظ القرآن ويتعلّم معناه في ما يحتاج معناه الى تعلّم من جبرائيل : مثل آيات الاحكام في الوضوء والتيمم وركعات الصلاة وأذكارها وما شابهها وذلكم معنى (سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى) (الاعلى / ٦).
وكان الرسول ـ أيضا ـ كذلك يفعل في إقرائه القرآن للصحابة ويسمى عندئذ من تعلم شيئا كثيرا من تلاوة لفظ القرآن مع تعلّم معناه بالقارئ وإذا قام القارى بإقراء الآخرين يسمى بالمقرئ.
__________________
(١) ترجمته بمصورة مخطوطة ابن عساكر (٨ / ١ / ١١٦ أ ـ ١١٨ أ) ؛ وسنن الدارمي ١ / ٥٤ ، ٥٥ ـ ٥٦ ؛ وتفسير ابن كثير ٤ / ٢٣١ ـ ٢٣٢ ؛ وتفسير الدر المنثور ٦ / ١١١ ؛ وتفسير القرطبي ١٧ / ٢٩ ؛ والاكمال لابن ماكولا ٥ / ٢٢١. واخترنا لفظ ابن عساكر في المتن.