وبناء على ذلك كانت القراءة في عصر الرسول (ص) بمعنى تعلم تلاوة القرآن مع تعلم معناه والإقراء تعليم تلاوة لفظ القرآن مع تعليم معنى اللفظ الذي يحتاج الى تعلّمه.
وكان لمعنى مادة القراءة والإقراء في عصر الرسول (ص) جزءان :
أ ـ تعلم تلاوة اللفظ وتعليمها.
ب ـ تعلم معنى اللفظ وتعليمه.
إذا فإن القراءة والإقراء كان في المصطلح الإسلامي في عصر الرسول (ص) بمعنى تعلم لفظ القرآن وتعلم معناه وتعليمهما معا.
وبهذا المعنى استعمل في قوله تعالى (سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى)
وأيضا استعمل في القرآن الكريم في معناه اللغوي أحيانا في مثل قوله ـ تعالى ـ في سورة المزمل / ٢٠ : (فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ) وقوله تعالى في سورة الحاقّة / ١٩ : (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ).
كما أن لفظ الصلاة استعمل في المصطلح الإسلامي بمعنى الصلاة الّتي تقرأ سورة الفاتحة في الركعتين الأوليين منها.
وبهذا المعنى استعمل في قوله ـ تعالى ـ في سورة البقرة / ٢٣٨ :
(حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى).
كما استعمل ـ أيضا ـ في معناه اللغوي في مثل قوله تغالى في سورة النور (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللهُ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ) (الآية / ٤١).
واستعملت القراءة والاقراء بعد عصر الرسول (ص) غالبا في المعنى الاصطلاحي ، وأحيانا استعمل في أحد جزأي المعنى الاصطلاحي وهو تعليم معنى القرآن أي تعليم تفسير القرآن.