وقد قال الراغب في مادة (قرأ) من مفردات القرآن :
(كل اسم موضوع لمعنيين معا يطلق على كل واحد منه إذا انفرد كالمائدة للخوان وللطعام ، ثم قد يسمى كل واحد منهما بانفراده به).
ونرى أن ما جاء في صحيح البخاري أن ابن عباس كان يقرئ في منى في آخر سنة من خلافة عمر كبار الصحابة أمثال عبد الرحمن بن عوف القرآن جاء بمعنى اقراءهم معنى الآيات أي أنه كان يقرئهم تفسير القرآن.
وكان المسلمون صحابة وتابعين يعنون بتعلّم معاني القرآن بعد تعلّم تلاوته يسافرون من بلد الى بلد في سبيل ذلك كما فعل ذلك صبيغ بن عسل التميمي وأخذ يسافر من بلد فيه جند من اجناد المسلمين الى بلد آخر ، ويسأل من صحابة الرسول بيان الرسول (ص) حول الآيات ، وكانت الصحابة يومذاك في أجناد المسلمين.
كان صبيغ يحاول أن يتعلم منهم ويقترئ عليهم ما خفي عليه من معاني القرآن وكذلك كان يفعل المهاجرون الأولون أمثال عبد الرحمن بن عوف حين كان يقرئهم ابن عباس في منى في آخر حجة حجّها عمر ، أي : في شهر ذي الحجة سنة ٢٣ للهجرة ، فإنّ المهاجرين الأولين الذين كانوا قد أسلموا بمكة ، ومضى على إسلامهم اكثر من ربع قرن لم يكونوا أطفال كتاتيب يحتاجون الى تعلّم تلاوة القرآن أضف اليه إنا رأينا الخليفة عمر يسأله عن تفسير القرآن بمحضر الصحابة.
وبذلك كان قد رشحه لتعليم تفسير القرآن كما سيأتي في بحث من تاريخ القرآن على عهد الخليفة عمر.
وكذلك نفسّر ما جاء من مادّة (قرأ) في حديث الخليفة عمر في الشهر نفسه في آخر خطبة جمعة خطبها في مسجد الرسول قبل أن يطعن.
وكذلك نفسّر ما جاء عن أئمة أهل البيت (ع) أن المهدي إذا ظهر يأمر