و ـ الفظ :
ماء كرش البعير.
وافتظّ البعير : شقّ كرشه ، واعتصر ماءه ليشربه ، وكان المسافر في الصحراء يسقي الإبل ، ثمّ يشدّ أفواهها ، لئلا تجترّ ، فإذا عطش افتظها (١).
وفي تاريخ العرب قبل الإسلام لم يكن في وسع كثير من الجاهليين الحصول على اللحم لفقرهم. فكانوا يأتدمون (الصليب) وهو الودك ـ ودك العظام ـ يجمعون العظام ويكسرونها ويطبخونها ، ثم يجمعون الودك الذي يخرج منها ليأتدموا به.
وقد عرفوا ب (أصحاب الصلب).
ولما قدم الرسول مكّة (أتاه أصحاب الصلب الذين يجمعون العظام إذا لحب عنها لحمانها فيطبخونها بالماء ويستخرجون ودكها ويأتدمون به).
ولم يكن في استطاعة الفقراء أكل الخبز لغلائه بالنسبة لهم. لذلك عدّ أكله من علائم الغنى والمال ، وكان الذي يطعم الخبز والتمر يعد من السادة الكرام. وكان أحدهم يفتخر بقوله (خبزت القوم وتمرتهم) ، بمعنى أطعمتهم الخبز والتمر.
وقد افتخر (بنو العنبر) بسيدهم (عبد الله بن حبيب العنبري) ، لأنّه كان لا يأكل التمر ولا يرغب في اللبن ، بل كان يأكل الخبز ، فكانوا إذا افتخروا ، قالوا : منّا آكل الخبز.
وكانوا يقولون (أقرى من آكل الخبز) لأنه كان جوادا.
وكان منهم من رضي وقنع بالدون من المعيشة ، فعاش في فقر مدقع ،
__________________
(١) أخذنا موجز ما قاله ابن الأثير في نهاية اللغة وابن منظور في لسان العرب بترجمة القد والعلهز والهبيد والفصيد والبجّة والفظّ وأوردناه سياقا واحدا وأخذنا ترجمة الفظّ من مادته في المعجم الوسيط.