صاحبتك ونحن نزوّجك أي امرأة من قريش شئت ؛ قال : ها لله (١) ، إني لا أفارق صاحبتي ، وما أحبّ أن لي بامرأتي امرأة من قريش.
وكان رسول الله (ص) يثني عليه في صهره خيرا ، فيما بلغني.
ثمّ مشوا إلى عتبة بن أبي لهب ، فقالوا له : طلق بنت محمد ونحن ننكحك أي امرأة من قريش شئت.
فقال : إن زوجتموني بنت أبان بن سعيد بن العاص ، او بنت سعيد بن العاص فارقتها فزوجوه بنت سعيد بن العاص ، وفارقها ، ولم يكن دخل بها فأخرجها الله من يده كرامة لها وهوانا له ، وخلف عليها عثمان بن عفّان بعده (٢).
إنّ قريشا لما أرادت أن تكيد برسول الله كيدا يقعده عن دعوته للتوحيد عمدت الى إرجاع بناته الى بيته ليشغلوه بهنّ عن مقارعتهم ومقابلتهم.
وذلك لان المرأة لم تكن تشترك يومذاك في الغزو ولا في سفر التجارة وغيرهما من الأعمال الجالبة للثروة ، ومن ثم كانت أبدا ودائما عالة على الرجل وكان ذلك أهم سبب لوأد البنات في الجاهلية ، كما نشير إلى بعض أخبارها في ما يأتي بحوله تعالى.
وأد البنات : (٣)
كانت العرب تئد البنات بسبب الفقر وحمية الجاهلية ، أمّا الفقر ، فقد أخبر الله عنه وقال سبحانه في سورة الاسراء :
(وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبِيراً) (الآية / ٣١)
__________________
(١) هكذا النص ونراه من خطأ النساخ والصواب : لاها الله.
(٢) ابن هشام ٢ / ٢٠٦ ـ ٢٠٧ ؛ وط. مصر سنة ١٣٥٦ ، ٢ / ٢٩٦.
(٣) وان وأد البنات يعدّ ـ أيضا ـ من النظم الاجتماعية في العصر الجاهلي.