المطلب فهلم أقامرك ، فاينا قمر كان عبدا لصاحبه ، قال : افعل ، ففعل فقمره أبو لهب فكره أن يسترقه ، فتغضب بنو مخزوم ، فمشى إليهم ، وقال : افتدوه مني بعشر من الابل ، فقالوا : لا والله ولا بوبرة ، فاسترقه فكان يرعى له إبلا فلما خرج المشركون إلى بدر كان من لم يخرج أخرج بديلا وكان أبو لهب عليلا فأخرجه وقعد ، على أنه إن عاد إليه أعتقه ، فقتله علي بن أبي طالب (رض) يومئذ) (١).
ز ـ بيع الطعام عيب في الجاهلية :
قال في تاريخ العرب قبل الإسلام :
والعادة عند العرب أن من العيب بيع شيء من الطعام لمن هو في حاجة إليه وهم يشعرون بالخجل وبالإهانة إذا طلب معسر طعاما أو شرابا كلبن أو ماء ثم لا يجاب طلبه ، أو يطلب عن ذلك ثمنا يقبضه مقابل ما قدم من طعام أو شراب ، لأن القرى واجب على كلّ عربي ، ولا يكون القرى بثمن. فكيف يقف إنسان موقف بخل وإمساك ازاء مرمل محتاج (٢).
ح ـ السرقة عيب والغارة فخر :
قال في تاريخ العرب قبل الإسلام :
وتعدّ السرقة عيبا عند العرب ، لأنها تكون دون علم صاحب المسروق وبمغافلته.
والمغافلة والاستيلاء على شيء من دون علم صاحبه عيب عندهم ، وفيه
__________________
(١) الأغاني ط. بيروت (٣ / ٣٠٧ ـ ٣٠٨) والعاص بن هشام بن المغيرة المخزومي جاء نسبه في جمهرة النسب لابن الكلبي ص ٨٦.
(٢) المفصل في تاريخ العرب ط. بيروت ١٩٧٦ م (٥ / ٦٧) ورمل من تاج العروس ط. مصر ١٣٠٦ ه.