الأنكحة في الجاهلية :
كان في الجاهلية سبعة أنواع من النكاح متعارف عليها فقد روى البخاري أربعة منها عن عائشة انها قالت : ان النكاح في الجاهلية كان على أربعة أنحاء فنكاح منها :
١ ـ نكاح الناس اليوم يخطب الرجل إلى الرجل وليته أو ابنته فيصدقها ثم ينكحها.
٢ ـ ونكاح آخر كان الرجل يقول لامرأته ، اذا طهرت من طمثها أرسلي الى فلان ، فاستبضعي منه ، ويعتزلها زوجها ولا يمسها أبدا ، حتى يتبين حملها من ذلك الرجل الذي تستبضع منه ، فاذا تبين حملها ، أصابها زوجها إذا أحب.
وانما يفعل ذلك رغبة في نجابة الولد. فكان هذا النكاح : نكاح الاستبضاع.
٣ ـ ونكاح آخر يجتمع الرهط ما دون العشرة ، فيدخلون على المرأة كلهم يصيبها ، فاذا حملت ووضعت ومر عليها ليالي بعد ان تضع حملها ارسلت اليهم ، فلم يستطع رجل منهم ان يمتنع ، حتى يجتمعوا عندها تقول لهم : قد عرفتم الذي كان من أمركم وقد ولدت فهو ابنك يا فلان! تسمي من أحبت باسمه ، فيلحق به ولدها لا يستطيع ان يمتنع منه الرجل.
٤ ـ والنكاح الرابع يجتمع الناس الكثير ، فيدخلون على المرأة لا تمتنع ممن جاءها وهنّ البغايا كنّ ينصبن على أبوابهن رايات تكون علما فمن أرادهن دخل عليهن ، فاذا حملت احداهن ووضعت جمعوا لها ودعوا لهم القافة ، ثم الحقوا ولدها بالذي يرون ، فالتاط به ودعي ابنه لا يمتنع من ذلك فلما بعث محمد (ص) بالحق هدم نكاح الجاهلية كله الا نكاح الناس اليوم (١).
__________________
(١) البخاري ٣ / ١٦٥ كتاب النكاح باب من قال لا نكاح إلّا بوليّ.