مقدمة الطبعة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء محمّد وآله الطاهرين ، والسلام على أصحابه الميامين وأزواجه المنتجبات أمهات المؤمنين.
وبعد كنت لا أرى في ما مضى أيّة ضرورة لهذا النوع من البحث القرآني ، لما كنت أعلم أنّ المسلمين عامّة متّفقون اليوم على أنّ القرآن الذي يتداولونه هو كلام الله الذي أوحاه إلى خاتم أنبيائه محمّد صلىاللهعليهوآله ، وأنّهم توارثوه عن نبيّهم جيلا بعد جيل حتّى اليوم ، وأنّ الخلاف بينهم ناشئ عن تأويله وتفسيره ، وأنّه إن شذّ منهم شاذّ يوما ما بقول ما ، فهو من شأن الطبيعة البشرية ومجتمعاتها التي لم تخل ولن تخلو من شذوذ الشواذّ في يوم من الأيّام.
وبناء على هذه الرؤية لم أكن أرى حاجة للخوض في هذا النوع من البحث. هكذا كنت أرى.
ولمّا قامت الجمهورية الإسلامية في إيران اقتضت الدوافع السياسيّة لدى بعض الدول ، التحرش عليها ، فانتشرت في طول البلاد الإسلامية وعرضها كتب ورسائل ومقالات ضدّها وضدّ خطّ أهل البيت (ع) السائد فيها. وكان أهمّ ما رفعوه في هذه الحرب السياسيّة القرآن الكريم ، فألجأتني