السنا الناسئين على معد |
|
شهور الحل نجعلها حراما (١) |
نتيجة البحث :
ما يهمنا ممّا ذكرناه ان نظام الحكم في المجتمع العربي الجاهلي كان قبيليا محضا عليه بنيت جميع اعراف المجتمع.
وفي مقدمة جميع أعرافهم حب كسب الفخر للقبيلة ونشر فضائلها ، ومن ثم كان للشعر أكبر الاثر في نفوس افراد ذلك المجتمع وكانت أهم خصيصة من خصائصها أثر الشعر فيهم ، بحيث ان مديحا واحدا من شاعر لفقير مدقع يجعله شريفا يتسابق أشراف القبائل الى خطبة بناته ولملك ظافر ان يطلق اسرى القتال.
وقصيدة واحدة تدفع القبائل للحرب والقتال ، ولذلك دفعت قريش مائة ناقة للأعشى الشاعر كي لا يذهب الى المدينة وينصر المسلمين بشعره ، وبلغ خوفهم من هجاء الشعر لهم ان يسبّ بهم الاحياء والاموات ، ويبقى أثره حي الاعقاب مثل لقب أنف الناقة لبني قريع من بني تميم الذي اصبح ذمّا لاولاده يعيّرون به ويغضبون منه ويفرقون الى ان قال الخطيئة في مدحهم :
قوم هم الانف والاذناب غيرهم |
|
ومن يساوي بأنف الناقة الذنبا |
فصاروا يتطاولون بهذا النسب ، ويمدّون به اصواتهم في جهارة.
ومن هنا نعرف حكمة مجيء النبي (ص) في أولئكم الناس بمعجزة القرآن الذي فاق بلاغة كل بليغ ، وسوف ندرس في بحوثنا الآتية باذنه تعالى أثر القرآن في المجتمع العربي الجاهلي والاسلامي.
ونبدأ بذكر من تاريخ القرآن على عهد الرسول (ص) بمكة.
__________________
(١) أوردنا تفسير الكلمات من مفردات الراغب ولسان العرب والخبر من تفسير الآية بتفسير القرطبي ٨ / ١٣٦ ـ ١٣٨ وتفسير مجمع البيان ٥ / ٢٨ ـ ٢٩.