الإسلامي الأوّل من بعد الرسول (ص) خير القرون ، ولست أدري كيف يكون خير القرون وقد قتل فيه الخليفة عثمان وسيد أهل بيت النبي (ص) الإمام عليّ في المحراب وسائر ذرّيّة الرسول (ص) بكربلاء ، وسبيت فيه بناته واحلّت فيه المدينة ثلاثا وهدمت الكعبة بالمنجنيق واحرقت ، ومهما يكن من أمر فإنّ دراسة تلكم الروايات وإثبات سلامة النصّ القرآني من كل تحريف وتبديل يتوقفان على دراسة خصائص تلكم المجتمعات وسيرة من روي عنه شأن من شئون القرآن (والله على ما نقول وكيل).
د ـ أن ندرس كل ما انتهى إلينا ممّا نحتاج إلى دراسته من روايات كل من مدرسة الخلفاء ومدرسة أهل البيت على حدة.
وبناء على ذلك خصّصت المجلّد الثاني هذا لدراسة الروايات الّتي رويت في مدرسة الخلفاء حول القرآن الكريم ، ولدراسة الروايات الّتي رويت في مدرسة أهل البيت المجلّد الثالث منه والّتي أراد أن يستوعبها إحسان إلهي ظهير في كتابه «الشيعة والقرآن» ، وذلك لأنّه أراد أن يستوعب ـ كما ذكرت ـ كلّ شاردة وواردة جاءت حول القرآن الكريم في مدرسة أهل البيت ليجعلها نبزا لهم.
وقد أساء بفعله من حيث لا يريد إلى القرآن الكريم. وبما انّه نقل كل ما أورده في كتابه من كتاب «فصل الخطاب» ، نبدأ أوّلا بدراسة كتاب الشيخ النوري وبيان هدفه ، ونستعين الله ونقول :
ألّف المحدّث الشيخ ميرزا حسين النوري (ره) (ت : ١٣٢٠ ه) كتاب : «فصل الخطاب في تحريف كتاب ربّ الأرباب» ، وينبغي أوّلا البحث عن اسم الكتاب : (التسمية بالتحريف) وعما استهدفه. وبعد ذلك ندرس أدلّته في أبواب الكتاب.