وفي رواية ، قال ابن مسعود :
من قرأ على شيء من تلك الحروف الّتي علّم رسول الله (ص) فلا يدعه رغبة عنه ، فإنّ من يجحد بآية منه جحد به كلّه. فإنّما هو كقول أحدكم لصاحبه : أعجل وحيّ هلا.
مغزى هذه الروايات :
إنّ هؤلاء الرواة قالوا : لك أن تبدّل كلام الله بكلامك لو شئت بمحض رغبتك! لا حرج عليك في ذلك! لأنّ الله ورسوله قد أذنا للنّاس ، كلّ النّاس أن يحرّفوا القرآن كلّ القرآن ، على أن يحتفظوا بأمرين :
١ ـ ألّا يزيد عدد التحريف في الكلمة الواحدة على سبعة أنواع من التحريف!
٢ ـ ألّا يتبدّل بالتحريف آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب ، وألّا يتبدّل الحلال بالحرام ولا الحرام بالحلال! وهنا يرد سؤال ، وهو :
هل تجرّأ أحد من المسلمين على ذلك وفعله!؟
هذا ما سنفهمه ـ إن شاء الله ـ في بحث القراءات.
والّذي ينبغي أن نقوله هنا :
إنّه لم يسمع عن كاتب أو شاعر من البشر في غابر الدهر ولا حاضره أن يكون قد سمح للناس كلّ الناس أن يغيّروا من لفظه ما شاءوا كما شاءوا بشرط أن يحافظوا ـ مثلا ـ على المدح كي لا يتبدّل بالذمّ وعلى الذمّ كي لا يتبدّل بالمدح ، بل الّذي شاهدناه في عصرنا أنّهم يحاسبون أصحاب المطابع عن الخطأ في نسخ كلمة بدل اخرى إلّا أن يكون الكاتب أو الشاعر خرفا لا يعي ما يقول