وكما أنّه لا يمكن نقل عضو من أعضاء الإنسان من مكانه إلى مكان عضو آخر ، مثل نقل العينين من مكانهما إلى مكان الاذنين ، والاذنين إلى مكان العينين ، فإنّه بالإضافة إلى زوال جمال الوجه وحصول قبح المنظر ، تزول الحكمة البالغة في الخلق ، فإنّ الإنسان على هذا الافتراض يصبح كالأعمى لا يبصر طريقه في السير إلى الأمام ، ويستطيع السير إلى الجانبين اليمين واليسار ، لأنّه يبصرهما ، غير أنّ قدميه خلقتا للسير إلى الأمام وليس إلى الجانبين.
إذا فهناك توازن بين العينين والقدمين في الخلقة.
وكذلك الشأن في جميع أعضاء الإنسان وأصناف الحيوان ، وكذلك الشأن في جميع الكلمات في القرآن لا يمكن أن نبدّل كلمة منها بكلمة اخرى. ولو أمكن تبديل (عزيز حكيم) مثلا ب (سميع عليم) أو (غفور رحيم) وبالعكس لأمكن الإتيان بمثل القرآن ، (لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) و (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ) حين رووا جواز ذلك عن رسول الله (ص).
* * *
كان كل ما رووه وأجبنا عنه يبرهن على عدم وجود المترادف في لغة العرب.
وهذا القول مشهور عند علماء لغة العرب كما نبيّنه في ما يأتي بإذنه تعالى.
اشتهار عدم وجود المترادف في اللّغة :
وما ذكرناه من عدم وجود المترادف في لغة العرب لا ينحصر القول به بل هو ثابت عند كل ملم بمفردات اللّغة ، وكذلك لكل باحث متدبّر في القرآن الكريم.
وقاله علماء اللّغة العربيّة في كتب فروق اللّغة مثل :
أبي هلال العسكري (كان حيّا سنة ٣٩٥ ه) في كتابه : الفروق اللّغوية ،