وروى الطبري عن عبيد بن عمير الليثي أنّه قرأها (أو ننساها) (١).
* * *
وجدنا في المثال السابق كيف رووا اختلاف الصحابة في قراءة الآية اعتمادا على اجتهادهم وليس اعتمادا على ما سمعوه من رسول الله (ص) ، كما رووا ذلك عن سعد بن أبي وقّاص.
ب ـ اجتهادات الصحابة في تبديل النصّ القرآني ليوافق المألوف من لغتهم :
رووا أنّه اجتهد كلّ من امّ المؤمنين عائشة والخليفة عثمان ، فقالا في (إِنْ هذانِ لَساحِرانِ) : (إنّ هذين لساحران) ، وتبعهم على ذلك الحسن وسعيد بن جبير وإبراهيم النخعي وغيرهم من التابعين ، ومن القرّاء عيسى بن عمرو وعاصم وغيرهما من العلماء.
ورووا أنّ أبان بن عثمان قال : قرأت هذه الآية عند أبي عثمان بن عفان ، فقال لحن وخطأ.
فقال قائل : ألا تغيّروه؟
فقال عثمان : دعوه ، فإنّه لا يحرّم حلالا ولا يحلّل حراما (٢).
وقال القرطبي : (وهذه القراءة موافقة للإعراب مخالفة للمصحف). وروى عن ابن مسعود قراءتين :
أ ـ (إن هذان إلّا ساحران).
ب ـ (إنّ هذان ساحران)!!
__________________
(١) تفسير الطبري ١ / ٣٨٠ ؛ والدرّ المنثور ١ / ١٠٥. وعبيد بن عمير الليثي كان قاصّ أهل مكّة ، عدّه ابن الأثير في أسد الغابة ٣ / ٥٤٥.
(٢) تفسير القرطبي ١١ / ٢١٦.