ثالثا ـ أثر روايات مختلقة في جواز تبديل النصّ القرآني بغيره :
من أهمّ العوامل في اختلاق القراءات المختلفة ما رووا في روايات متواترة موصوفة بالصحّة انّ الرسول (ص) أقرأ الرواية الواحدة لأصحابه بألفاظ مختلفة ، فتمارى كل منهم في قراءة الآخر ، وقال الرسول (ص) في جواب اعتراضهم إنّ القرآن نزل على سبعة أحرف نحو قولك : تعال وأقبل وهلمّ واذهب وأسرع وعجّل فاقرءوا ولا حرج : عليما حكيما ، أو غفورا رحيما ، ولكن لا تختموا ذكر رحمة بعذاب ، ولا ذكر عذاب برحمة.
* * *
إنّ تلكم الروايات إضافة إلى ما روي عن الصحابة من اجتهادات في تبديل النصّ القرآني شجعت جماعات من العلماء أن يعتمدوا المجموعتين من الروايات ، ويقوموا بتأسيس علم القراءات ، كما سنبيّنه في ما يأتي إن شاء الله تعالى.