إنّ يك يجعل لله البنون
(وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَصِفُونَ).
* * *
كانت تلكم أمثلة للكلام الموزون غير الشعر في كلام العرب ، وللكلام الموزون قانون يجب التزامه كما سنذكره في ما يأتي بحوله تعالى :
القانون في الكلام الموزون
لمّا كان الكلام الموزون يمتاز على غير الموزون منه ويؤثر في النفوس تأثير السحر في ما يدعو إليه من أمر ، إذا لا بدّ في الكلام الموزون من مراعاة الوزن وإلّا لما كان الكلام موزونا ، ومن ثمّ إذا تعارضت قواعد الوزن مثل أوزان البحور الّتي اكتشفها الخليل في الشعر مع قواعد اللّغة العربية يجب مراعاة الوزن وطرح قواعد اللّغة فيه. وعلى ذلك جرى جميع البلغاء والفصحاء أبد الدهر.
قواعد خاصّة بالكلام الموزون
ما سبق ذكره في أوّل البحث وموارد كثيرة اخرى غيرها ممّا سمّاها علماء النحو بالشذوذ يصحّ وصفها بالشاذّ لو جاء ذلك في الكلام غير الموزون مثل ما روي عن أحدهم أنّه قال (أكلوني البراغيث) بدل (أكلتني البراغيث).
وهذا يصحّ وصفه باللحن والشاذّ والنادر وما شابهها من الأوصاف ، ولا ينبغي لفصيح أن يرد مثل ذلك في كلامه.
أمّا الكلام الموزون ، فقد بلغ ما جاء فيه ممّا سمّي عندهم بالشذوذ من السعة والكثرة والشمول حدّا نستطيع أن نكتشف منه قواعد عامّة تخصّ الكلام الموزون في محاورات الفصحاء والبلغاء ، مثل القواعد الآتية :