وقال :
(القرآن والقراءات حقيقتان متغايرتان ، فالقرآن هو الوحي المنزل على محمّد (ص) للبيان والإعجاز.
والقراءات : اختلاف ألفاظ الوحي المذكور في الحروف وكيفيتها من تخفيف وتشديد وغيرهما).
(والقراءات السبع متواترة عند الجمهور ، وقيل : بل هي مشهورة.
والتحقيق أنّها متواترة عن الأئمة السبعة.
أمّا تواترها عن النبيّ (ص) ففيه نظر ، فإن إسناد الأئمّة السبعة بهذه القراءات السبعة موجود في كتب القراءات ، وهي نقل الواحد عن الواحد) (١).
وعن الأحرف السبعة قال السيوطي في تعليقه على سنن النّسائي ٢ / ١٥٠ : باب جامع ما جاء في القرآن : «أنّ هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف» في المراد به في أكثر من ثلاثين قولا ، حكيتها في الإتقان (٢) ، والمختار عندي أنّه من المتشابه الّذي لا يدرى تأويله.
قال المؤلّف :
ولكنّا أدركنا الحقيقة عن الأحرف السبعة في ما سبق بحثه ولا حاجة للتكرار هاهنا ، ونكتفي ـ أيضا ـ بهذا المقدار من الحديث حول القرّاء ومنشأ تكونهم ، ونشير بعده إلى شيء من أثر اختلاف قراءاتهم على الأحكام الإسلامية.
أمثلة من أثر اختلاف قراءاتهم على معرفة حلال الله وحرامه :
قال الزركشي والسيوطي : باختلاف القراءات يظهر الاختلاف في الأحكام ،
__________________
(١) البرهان في علوم القرآن ١ / ٣١٨ ؛ والإتقان للسيوطي ١ / ٨٢.
(٢) الإتقان للسيوطي ١ / ٤٧ ـ ٥١.