تلكم الأحكام الإسلاميّة ونظائرها ، شرّعها الله متناسبة مع فطرة الإنسان الّذي يعيش في المجتمع.
وشاءت الأنظمة الشيوعيّة أن تغيّر سنن الله في الخلق ، وترفع من المجتمع البيع والشراء ـ التجارة ـ والإيجار والاستئجار ، وخسئت حين بدّلت في عملها الفرد المشتري والمستأجر بقادة الحزب والدولة ، وحصرت المشتري والمستأجر بالحاكم ، وأصبح الأجير والمنتج في مجتمعهم عبدا قنّا للدولة لا يملك من أمره شيئا.
وفي مقابلها المجتمعات الرأسمالية ، تأكل أموال الناس بالباطل بظلم فاحش مثل الرّبا والاحتكار والقمار ، إلى ضلالات وجهالات لم تشهد الجاهلية الاولى نظيرها ، وأصبح أفراد المجتمعين الرأسمالي والشيوعي في ضنك من العيش ، ومن أعرض عن ذكر الله وحكمه ، فإنّ له معيشة ضنكا.
رابعا ـ الأحكام الإسلاميّة الّتي تتناسب وفطرة الإنسان الّذي يعيش في زمان خاصّ ومكان خاصّ وحالة خاصّة
أوردنا في ما سبق أمثلة من الأحكام الإسلامية الّتي شرّعها الله متناسبة مع فطرة الإنسان بمفرده وفي الأسرة والمجتمع ، ووجدناها تتناسب مع مصلحته متى ما كان وأينما كان.
ومن الأحكام الإسلاميّة ما تتناسب مع فطرة إنسان يعيش في زمان خاصّ ومكان خاصّ ومجتمع خاصّ ، والحكم عندئذ محدود بحدود ذلك الزمان والمكان والمجتمع ، فإذا تغيّرت ، ارتفع ذلك الحكم ونسخ ، ومثاله في الشرائع بعضها مع بعض : المناسك والشعائر ، مثل أيام الأعياد والقبلة وأيام الصوم.
وفي ضوء ما تقدّم تتيسّر لنا دراسة حكمة نسخ بعض الأحكام أو نسخ صور بعض الأحكام في شرائع الأنبياء.