وفي المصطلح الإسلامي وضعت لعدّة معان ، منها : الصلاة اليومية وصلاة العيدين والجمعة والكسوف والخسوف وغيرها ، فلا بدّ في استعمالها من وجود قرينة تعيّن المعنى المقصود من اللفظ ، فيقال ـ مثلا ـ : إذا انخسف القمر وجب عليك أن تصلّي ركعتين ، تقرأ في الاولى الحمد و... ثمّ تركع و...
وكذلك الشأن مع (الآية) ، فإنّها لمّا كانت مشتركة في المصطلح الإسلامي بين عدّة معان كاللّاتي ذكرناها آنفا ، لا تستعمل في الكلام دونما قرينة تدلّ على المعنى المقصود منها.
فيقال ـ مثلا ـ : (هذِهِ ناقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً) ونفهم من ذكر الناقة في المثال الأوّل أنّ المقصود من الآية ، الآية المعجزة للأنبياء عليهمالسلام.
ونفهم من ذكر لفظي (ما يُتْلى) و (الْحِكْمَةِ) في المثال الثاني ، أنّ المراد من الآيات أحكام من الشرع الإسلامي جاءت في فصول من القرآن الكريم ، وحكم إلهيّة ، وذلك لأن معنى : تلا الكتاب تلاوة : قرأه بتدبّر في معانيه ، والتدبّر في المعنى يصدق على تفهّم معاني الأحكام.
وكذلك (الْحِكْمَةِ) يكون في ما جاء بمعاني الآيات.
وكذلك الشأن في قوله ـ تعالى ـ : (رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِنا) ، فإنّ المراد : (رسولا) يتلو عليهم الأحكام في فصول كتاب الله.
وفي المثال الثالث ، نفهم من ذكر (الر) والإشارة ب (تِلْكَ) إليها ، أنّ المقصود من الآيات مجموعات تتكون من حروف كالألف واللّام والرّاء. إذا فإنّ معنى الآيات هنا مجموعات لفظيّة ، اعتبر فيها تجمع الألفاظ دون المعنى ، وهي المجموعات الّتي تشخّص بالأعداد ، ومن مجموعها تتكوّن السورة.
وبناء على القول بعدم وجود المشترك اللّفظي في القرآن ، فلا بدّ ـ أيضا ـ من القول بلزوم وجود قرينة تدلّ على الفرد المقصود من مصاديق المعنى الكلّي