تاسعا ـ تسرّب اجتهادات مدرسة الخلفاء ورواياتهم في النسخ إلى تفاسير مدرسة أهل البيت (ع):
تسرّب تفسير أتباع مدرسة الخلفاء للآيتين أو بالأحرى اجتهادهم فيهما مع الروايات الّتي استدلّوا بها إلى بعض تفاسير مدرسة أهل البيت ، مثل مجمع البيان في تفسير القرآن للطبرسي. فقد قال بتفسير : (ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ ...) في بيان لغة النسخ ما نصّه كالآتي :
(والنسخ في القرآن على ضروب منها أن يرفع حكم الآية وتلاوتها ، كما روي عن أبي بكر (١) أنّه قال :
كنّا نقرأ [لا ترغبوا عن آبائكم فإنّه كفر بكم].
ومنها أن تثبت الآية في الخط ، ويرفع حكمها كقوله : (وَإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعاقَبْتُمْ ...) الآية ، فهذه ثابتة اللفظ في الخط مرتفعة الحكم (٢).
ومنها ما يرتفع اللّفظ ، ويثبت الحكم ، كآية الرجم ، فقد قيل : إنّها كانت منزلة ، فرفع لفظها. وقد جاءت أخبار كثيرة بأن أشياء كانت في القرآن ، فنسخ تلاوتها ، فمنها ما روي عن أبي موسى أنّهم كانوا يقرءون : [لو أنّ لابن آدم
__________________
(١) المشهور أنّ الرواية عن الخليفة عمر ، وليس عن الخليفة أبي بكر ، كما جاء ذلك في الصحاح ، وذكرنا مصادرها في بحث روايات الزيادة والنقصان في القرآن ـ معاذ الله ـ بمدرسة الخلفاء. ونسب الواحدي هذا القول إلى أبي بكر وقد يكون خطأ منه. راجع البرهان في علوم القرآن للزركشي ٢ / ٣٩.
(٢) مجمع البيان للطبرسي ١ / ١٨٥ ؛ والتبيان للطوسي ١ / ١٣٧.