وأهله يزعمون أنّه صلّى إلى الكعبة حتّى مات.
قال ـ كعب ـ : وليس ذلك كما قالوا (١).
* * *
قال المؤلّف :
مهما يكن من أمر صلاة البراء بعد ذلك فإنّ الرسول (ص) لم ينكر عليه استقبال الكعبة.
ومفهوم كلام الرسول (ص) له : «لو صبرت عليها» حتّى يحين موعد التحوّل إلى الكعبة.
وهذا الكلام إقرار من الرسول (ص) بصحّة عمله وإرشاد منه له أن يصبر فعلا حتّى يحين موعد تحويل القبلة.
ب ـ أخبار تحويل القبلة وما بعدها
لمّا هاجر النبيّ (ص) إلى المدينة بقي ـ على الأشهر ـ سبعة عشر شهرا يستقبل في صلاته بيت المقدس ، فقالت اليهود : (يخالفنا محمّد ويتبع قبلتنا).
فكان رسول الله (ص) إذا سلم من صلاته إلى بيت المقدس ، رفع رأسه
__________________
(١) سيرة ابن هشام ٢ / ٤٧ ـ ٤٨ ؛ وأسد الغابة بترجمة البراء بن معرور. وكعب بن مالك بن القين الخزرجي السلمي. كان أحد شعراء النبيّ (ص) ، وأحد الثلاثة الّذين تخلفوا عن تبوك ، وتاب الله عليهم. رووا عنه ثمانين حديثا. توفّي في خلافة الإمام عليّ (ع). سورة التوبة / ١١٨.
أسد الغابة ٤ / ٢٤٧ ـ ٢٤٨ ؛ وجوامع السيرة ، ص ٢٧٨ ؛ وتقريب التهذيب ٢ / ١٣٥. والبراء بن معرور الخزرجي السلمي ، كان أوّل من بايع الرسول في العقبة. وتوفّي في صفر قبل قدوم رسول الله (ص) المدينة مهاجرا بشهر ، وأوصى أن يدفن وتستقبل به الكعبة ، ففعلوا ذلك ، ولمّا قدم النبيّ المدينة صلّى على قبره وكبر أربعا. أسد الغابة ١ / ١٧٣.