أما والله ما نحن عميا عمّا نرى ، ولا صمّا عمّا نسمع ولكن أمرنا رسول الله بالصبر فنحن نصبر.
وقام حسان بن ثابت فقال :
يا للرّجال لخلفة الأطوار |
|
ولمّا أراد القوم بالأنصار |
لم يدخلوا منّا رئيسا واحدا |
|
يا صاح في نقض ولا إمرار |
فجعل أبو بكر على الأنصار ـ من الجيش ـ ثابت بن قيس ، واستمرّت بعد ذلك سياسة الحكم القرشيّ على ما أسس عليه دونما تغيير ، ومن ثمّ عيّن الخليفة أبو بكر من بعده الصحابي القرشيّ عمر للحكم وقام الخليفة الثاني بتنفيذ السياسة القرشية على عهده بكل شدّة وعنف كما ندرس اخبارها في بحث من تاريخ القرآن الآتي إن شاء الله تعالى ، وكان من اصول سياسة الخلافة القرشية تداول الحكم في بطون قريش دون بطن هاشم كما مرّ بنا في محاورة الخليفة مع ابن عبّاس.
خلاصة البحوث :
كانت قبيلة قريش في الجاهلية بحكم أحوالها الاجتماعية والجغرافية ذات طبيعة استكبارية استعلائية ، فقد كانت ترى في نسبها أنّها من سلالة نبي الله إسماعيل وإبراهيم (ع) دون جميع قبائل العرب ، وأنّها في أحسابها تتشرّف بسدانة بيت الله الحرام ، والقيام بإطعام ضيوف الله من جميع قبائل العرب في الحج وإروائهم ، وتقام حوالي بلدهم أسواق العرب.
وتضيف إلى حسابها إهلاك الله جيش ابرهة الغازي لبلدها ، وازدادت تعاليا وبغيا وطغيانا بامتلاكها ثروات ضخمة بسبب تجارتها في رحلتي الشتاء والصيف ، وصدق الله العظيم ، حيث يقول : (إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى).