ورفع قبله عمر شعار : حسبنا كتاب الله.
وسوف نرى في ما يأتي كيف أصبح الكلامان شعارا لسياسة الخلفاء في شأن القرآن وحديث الرسول ، وكيف نفّذوهما بكل اتقان ، مصحوبا ـ غالبا ـ بشدة وعنف في عهد الخليفتين عمر وعثمان خاصة.
وندرس كل ذلك في البحوث الآتية إن شاء الله تعالى.
تدوين القرآن :
أمر الخليفة أبو بكر بتدوين القرآن مجرّدا من حديث الرسول (ص) على عهده ، وتم العمل على عهد عمر ، كما سندرسه في أخبار التدوين على عهد الخليفة عمر إن شاء الله تعالى.
من أخبار القرّاء في عصر أبي بكر :
من أخبار القراءة والقرّاء في عصر أبي بكر ما أورده ابن كثير في باب جمع القرآن من فضائل القرآن ذيل تفسيره وقال :
«ان مسيلمة التف معه من المرتدين قريب من مائة الف ، فجهز الصّديق لقتاله خالد بن الوليد في قريب من ثلاثة عشر ألفا ، فالتقوا معهم فانكشف الجيش الإسلامي لكثرة من فيه من الأعراب.
فنادى القرّاء من كبار الصحابة يا خالد خلّصنا. يقولون : ميّزنا من هؤلاء الأعراب.
فتميّزوا منهم ، وانفردوا ، فكانوا قريبا من ثلاثة آلاف.
ثمّ صدقوا الحملة ، وقاتلوا قتالا شديدا ، وجعلوا يتنادون يا أصحاب سورة البقرة.