أحد من المسلمين ، فاشتدّ ذلك على الرجل فكتب أبو موسى إلى عمر أن قد حسن أمره ، فكتب إليه عمر أن ائذن للناس بمجالسته.
وروى الخطيب هذه الحكاية بنحوها والحافظ ابن عساكر أيضا عن أبي عثمان النهدي ، وروى عنه الخطيب أنّه قال : كتب إلينا عمر لا تجالسوا صبيغا ، فلو جاءنا ونحن مائة لتفرّقنا عنه ، وروي عن ابن سيرين أمر أن يحرم من عطائه ورزقه ، وروي أيضا عن زرعة أنّه قال : رأيت صبيغا كأنّه بعير أجرب يجيء إلى الحلقة ويجلس وهم لا يعرفونه فتناديهم الحلقة الأخرى عزمة أمير المؤمنين عمر فيقومون ويدعونه. وفي رواية الخطيب : أنّ عمر أمر أن يقوم خطيب فيقول : ألا إنّ صبيغا طلب العلم فأخطأه فلم يزل وضيعا في قومه بعد أن كان سيدا فيهم (١).
* * *
ما ذكرناه آنفا ، يوضّح بجلاء سياسة الخليفة في تجريد القرآن عن حديث الرسول (ص) ، ويوافق هذه السياسة سياسته في منع نشر حديث الرسول (ص) كالآتي خبره.
ج ـ سياسة الخليفة في منع نشر حديث الرسول (ص) وإحراقه ما كتب منه :
في طبقات ابن سعد قال : إنّ الأحاديث كثرت على عهد عمر بن الخطاب فأنشد الناس أن يأتوه بها ، فلمّا أتوه بها أمر بتحريقها (٢).
في كنز العمال : عن عبد الرّحمن بن عوف قال : ما مات عمر بن الخطاب
__________________
(١) ترجمته بمصورة مخطوطة ابن عساكر (٨ / ١ / ١١٦ أ ـ ١١٨ أ) ، سنن الدارمي ١ / ٥٤ ـ ٥٦. تفسير ابن كثير ٤ / ٢٣١ ـ ٢٣٢. تفسير الدرّ المنثور ٦ / ١١١. تفسير القرطبي ١٧ / ٢٩. والإكمال لابن ماكولا ٥ / ٢٢١. واخترنا لفظ ابن عساكر في المتن.
(٢) طبقات ابن سعد ، ط. بيروت ٥ / ١٤٠ بترجمة القاسم بن محمّد بن أبي بكر.