بعث عمر بن الخطاب إلى عبد الله بن مسعود وإلى أبي الدرداء وإلى أبي مسعود الأنصاري فقال : ما هذا الحديث الّذي تكثرون عن رسول الله (ص)! فحبسهم بالمدينة حتى استشهد (١).
وقال ابن كثير : وهذا معروف عن عمر (٢).
* * *
كانت تلكم سياسة الخليفة عمر في منع نشر حديث الرسول (ص) وتجريد القرآن منه ، وكان أثر تلكم السياسة كالآتي أخبارها.
د ـ أثر تنكيل الخليفة بمن يحدّث عن رسول الله في تفسير القرآن وغيره :
عن السائب بن يزيد ، قال : صحبت سعد بن مالك ـ أبي وقاص ـ من المدينة إلى مكّة ، فما سمعته يحدّث عن النبيّ (ص) بحديث واحد (٣).
وفي تاريخ ابن كثير عن أبي هريرة ، قال : ما كنّا نستطيع أن نقول : قال رسول الله (ص) حتى قبض عمر (٤).
وكان لتلك السياسة استثناء محدود كالآتي خبره.
ه ـ استثناء بعض الصحابة وبعض علماء أهل الكتاب عن نهي نشر الحديث :
أذن الخليفة عمر لعدد معيّن في المدينة أن يسألوا عن تفسير القرآن وغيره فيجيبوا مثل امّ المؤمنين عائشة في زوجات الرسول (ص) وابن عباس في حاشيته.
__________________
(١) شرف أصحاب الحديث للخطيب البغدادي ، ص ٨٧ ؛ وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ، تحقيق سكينة الشهابي ٣١ / ٢٨٠.
(٢) تاريخ ابن كثير ٨ / ١٠٧.
(٣) سنن ابن ماجة ١ / ١٢ ، وسنن الدارمي ١ / ٨٥.
(٤) تاريخ ابن كثير ٨ / ١٠٧.