الإمام عليّ ، كما مرّ بنا شيء منها في بحث الوصيّة من المجلّد الأوّل من كتاب معالم المدرستين ، والدراسة المفصّلة لأحاديثها منشورة في كتابنا (أحاديث امّ المؤمنين عائشة) والحمد لله.
والحقّ أنّ كلا من امّ المؤمنين عائشة وعبد الله بن عباس كانا يمتازان بذكاء مفرط يستفيد منهما الخليفة في حسن تنفيذ سياسة الخلافة ، ويدرك ذلك بوضوح في ما روي عن ابن عباس في تفسير القرآن على عهد الخليفة عمر وما روي عن امّ المؤمنين عائشة في عامّة أيّام حياتها.
* * *
كان ذلكم شأن ابن عباس وامّ المؤمنين عائشة في أمر الإفتاء وتفسير القرآن ممّن صحب الرسول.
أمّا من علماء أهل الكتاب ، فكان شأنهما في ذلك كالآتي.
ز ـ السماح لكعب الأحبار برواية الأخبار :
أبو إسحاق كعب بن ماتع الملقب بكعب الاحبار وكعب الحبر ، واشتهر بكعب الأحبار ، والحبر عالم اليهود ، وأحيانا يقال لغير علماء اليهود ـ أيضا ـ الحبر ، وكان اليهود يسمّونه بكعب الأحبار لأنّه كان عنده جميع كتب اليهود أو لأنّه أحد كبار علمائهم ، قالوا في ترجمته :
أ ـ كان من كبار علماء أهل الكتاب (١).
ب ـ كان من أحبار اليهود في اليمن ، وجاء إلى المدينة في عصر الخليفة عمر ، ويظهر ممّا ذكروا في ترجمته أنّه سافر من اليمن إلى المدينة ، ليذهب منها إلى
__________________
(١) تذكرة الحفاظ ١ / ٥٢.