موقف عمرو بن العاص :
في تاريخ الطبري وأنساب الأشراف ما موجزه والسياق للطبري :
(... فخرج عمرو من عند عثمان وهو محتقد عليه يأتي عليّا مرة فيؤلّبه على عثمان ويأتي الزّبير مرّة فيؤلبه على عثمان ويأتي طلحة مرة فيؤلبه على عثمان ويعترض الحاج فيخبرهم بما أحدث عثمان ، فلمّا كان حصر عثمان الأوّل خرج من المدينة حتّى انتهى إلى أرض له بفلسطين يقال لها السبع فنزل في قصر له يقال له العجلان وهو يقول : العجب ما يأتينا عن ابن عفان! قال : فبينا هو جالس في قصره ذلك إذ مرّ بهم راكب فناداه عمرو من أين قدم الرجل؟ فقال من المدينة ، قال ما فعل الرجل ـ يعني عثمان ـ؟ قال تركته محصورا شديد الحصار ، قال عمرو : أنا أبو عبد الله قد يضرط العير والمكواة في النار ، فلم يبرح مجلسه ذلك حتّى مرّ به راكب آخر فناداه عمرو : ما فعل الرجل ـ يعني عثمان ـ؟ قال قتل ، قال : أنا أبو عبد الله إذا حككت قرحة نكأتها ، إن كنت لاحرّض عليه حتى إنّي لاحرّض عليه الرّاعي في غنمه على رأس الجبل (١).
موقف معاوية :
بعد أن بلغ السيل الزبى ، وثار المسلمون بعثمان في المدينة كتب عثمان إلى معاوية فيمن كتب إليه من ولاته يستمدّه ويقول :
بسم الله الرّحمن الرّحيم ، أمّا بعد فإنّ أهل المدينة كفروا ، وأخلفوا الطاعة ، ونكثوا البيعة ، فابعث إليّ من قبلك من مقاتلة أهل الشام على كلّ صعب وذلول.
فلمّا جاء معاوية الكتاب تربّص به وكره إظهار مخالفة أصحاب رسول الله (ص) ، وقد علم اجتماعهم ، فلمّا أبطأ أمره على عثمان ، كتب إلى أهل الشام
__________________
(١) الطبري ١ / ٢٩٦٧ ـ ٢٩٧٢ ؛ وأنساب الأشراف ٤ / ق ١ / ٥٦٤ ـ ٥٦٩ و ٥٩٨.