أبوك لساءه مكانك منّي ، فتراخت يده ودخل الرجلان فتوجّئاه حتى قتلاه (١).
وفي رواية لابن أبي الحديد : أنّ طلحة كان يوم قتل عثمان مقنعا بثوب استتر به عن أعين الناس يرمي الدار بالسهام.
وروى أيضا : أنّه لما امتنع على الّذين حصروه الدخول من باب الدار حملهم طلحة إلى دار لبعض الأنصار فأصعدهم إلى سطحها وتسوّروا منها على عثمان داره فقتلوه (٢).
وروى الطبري (٣) : أنّهم دخلوا دار عمرو بن حزم ـ وكانت إلى جنب دار عثمان ـ فناوشوهم شيئا منه مناوشة ؛ وقال : فو الله ما نسينا أن خرج سودان بن حمران فأسمعه يقول : أين طلحة بن عبيد الله؟ قد قتلنا ابن عفان.
وقال البلاذري (٤) : إنّ عليّا لمّا بلغه الخبر جاء وقال لابنيه : كيف قتل وأنتما على الباب؟! فلطم هذا وضرب صدر ذاك وخرج وهو غضبان يرى أنّ طلحة أعان على ما كان ، فلقيه طلحة ، فقال : ما لك يا أبا الحسن؟ فقال : عليك لعنة الله ، أيقتل رجل من أصحاب رسول الله ... فقال طلحة : لو دفع مروان لم يقتل ... وخرج عليّ فأتى منزله ... انتهى.
دفن الخليفة :
اتّفقت الروايات على أنّ عثمان ترك ثلاثا لم يدفن ، حتّى توسّط عليّ في ذلك. روى الطبري : أنّهم كلّموا عليّا في دفنه وطلبوا إليه أن يأذن لأهله ذلك ،
__________________
(١) أنساب الأشراف ٥ / ٦٩ ؛ وذكر فعل محمّد بن أبي بكر هذا بألفاظ اخرى ، كلّ من الطبري في ٥ / ١١٨ ، وط. أوربا ١ / ٣٠٢١ ؛ وابن الأثير في تاريخ الكامل ٣ / ٦٨ ـ ٧٠.
(٢) ابن أبي الحديد ٢ / ٤٠٤.
(٣) الطبري ٥ / ١٢٢.
(٤) أنساب الأشراف ٥ / ٦٩ ـ ٧٠.