أخبار القرآن والسنّة على عهد الخليفة عثمان
متابعة الخليفة عثمان من سبقه في شأن رواية حديث الرسول (ص):
بدأ الخليفة عثمان في أوّل عهده هيّنا لينا في سلوكه ، ويسمح لكبار الصحابة بالانتشار في البلاد الإسلامية ، واتيحت لكبار الصحابة في هذا العصر فرصة رواية الحديث وكتابة مصاحف جمعوا فيها آيات القرآن مع ما كان عندهم من بيان الرسول (ص) لبعض الآيات ، فانتشرت من مصاحفهم وممّا تحدّثوا عن رسول الله (ص) روايات كان نشرها محظورا في زمن الخليفة عمر.
وكان في ما نشر ما يخالف سياسة الخلافة ويعارض سلوك الولاة من آل اميّة على بلاد المسلمين ، فاستنكر القرّاء من الصحابة على ولاته سيرتهم وسلوكهم مثل استنكار عبادة بن الصامت وأبي الدرداء على معاوية في الشام وابن مسعود على الوليد في الكوفة فبلغ أنباء ذلك إلى الخليفة فجلب من كان منهم في الشام إلى المدينة (١) ، ونكتفي هنا بإيراد خبر الصحابي أبي ذر على عهده في ما يأتي بإذنه تعالى.
أبو ذر في موسم الحج بمنى :
في سنن الدارمي وطبقات ابن سعد بسندهما عن أبي كثير عن أبيه ، (قال : أتيت أبا ذرّ وهو جالس عند الجمرة الوسطى وقد اجتمع النّاس عليه يستفتونه ، فأتاه رجل ، فوقف عليه ، ثمّ قال : أولم تنه عن الفتيا؟ فرفع رأسه إليه فقال :
__________________
(١) مرّت مصادر هذا البحث وتفصيله في خصائص المجتمع الإسلامي على عهد عثمان.