حكم الإمام عليّ ، وخرجت الخوارج عليه بنهروان ، وتجرّأ الناس عليه ، فكان الإمام يشكو قريشا بمثل قوله (ع) :
اللهمّ إنّي استعديك (*) على قريش ومن أعانهم! فإنّهم قطعوا رحمي ، وصغّروا عظيك منزلتي، وأجمعوا على منازعتي أمراً هو لي (١).
وقال :
اللهم انّي استعديك على قريش ومن أعانهم، فأنّهم قد قطعوا رحمي وأكفأوا إنائي (٢).
واستعديك : استعينك ، واكفاء الاناء أو قلبه مجاز عن تضييع حقه.
وكتب في جواب أخيه عقيل بن أبي طالب :
فدع عنك قريشا وتركاضهم في الضلال ، وتجوالهم في الشّقاق ، وجماحهم في التّيه ، فإنّهم قد أجمعوا على حربي كإجماعهم على حرب رسول الله (ص) قبلي ، فجزت قريشا عنّي الجوازي! فقد قطعوا رحمي ، وسلبوني سلطان ابن امّي (٣).
موجز أخبار المجتمع الإسلامي على عهد الإمام عليّ (ع)
قتل الخليفة عثمان دون أن يعين خليفة من بعده فملك جماهير المسلمين
__________________
(١) في الأصل : أستعينك ، والصّواب ما أثبتناه ، كما قال ذلك محمّد عبده في هامش الخطبة في شرحه لنهج البلاغة.
(١) نهج البلاغة ، الخطبة ١٧٠ و ٢١٥ ، والغارات ، ص ٢٠٤ و ٣٩٢.
(٢) نهج البلاغة ، الخطبة ١٧٠ و ٢١٥ ، والغارات ، ص ٢٠٤ و ٣٩٢.
(٣) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد طبعة دار إحياء الكتب العربية ١٦ / ١٤٨ ، والطبعة المصرية الاولى ٤ / ٥٥. ونهج البلاغة ، شرح محمّد عبده ٣ / ٦٧ ـ ٦٨ ، (الكتاب / ٣٦). وتركاضهم : مبالغة في الركض واستعارة لسرعة خواطرهم في الضّلال ، وكذلك التجوال من الجول والجولان ، والشّقاق : الخلاف ، وجماحهم : استعفاؤهم على سابق الحق ، والتيه : الضّلال والغواية ، والجوازي : جمع جازية بمعنى المكافأة ؛ دعاء عليهم بالجزاء على أعمالهم.