وكان ينزل البصرة في بني قشير ، وكانوا يرجمونه باللّيل لمحبّته عليّا وأهل بيته ، فإذا ذكر رجمهم له قالوا : ان الله يرجمك.
فيقول لهم تكذبون ، لو رجمني الله أصابني ، ولكنّكم ترجمون فلا تصيبون.
وروى انّ سبب وضع عليّ (ع) لهذا العلم انّه سمع اعرابيا يقرأ : لا يأكله إلّا الخاطئين ، فوضع النحو.
وفي نزهة الألباء في طبقات الادباء ، ذكر من نسب وضع علم النحو لغير الإمام عليّ ، ثمّ قال :
والصحيح انّ أوّل من وضع النحو عليّ بن أبي طالب (ع) ؛ لأنّ الروايات كلّها تسند إلى أبي الأسود ، وأبو الأسود يسنده إلى عليّ ، فانّه روي عن أبي الأسود انّه سئل فقيل له : من أين لك هذا النحو؟ قال : لفقت حدوده من عليّ ابن أبي طالب (١).
* * *
وبعد أن علّم الإمام عليّ (ع) أبا الأسود علم النحو ، أخذ من أبي الأسود من جاء بعده جيلا بعد جيل ، ورجح عندنا تسلسل طبقات النحويين كما رسمناه في الجدول الآتي بعيد هذا.
من أخذ النحو عن أبي الأسود؟
قال ابن الأنباري :
وأخذ عن أبي الأسود عنبسة الفيل (٢) ، وميمون الأقرن (٣) ، ونصر بن
__________________
(١) نزهة الألبّاء في طبقات الادباء ، ص ١٨ ـ ٢٢.
(٢) عنبسة بن معدان الفيل ، انظر الزبيدي ، طبقات النحويين : ٢٤ ، ياقوت الحموي ، معجم الادباء ٦ / ٩١.
(٣) ميمون الأقرن النحوي ، انظر السيوطي ، بغية الوعاة ٤٠١ ، الزبيدي ، طبقات : ٢٤ با ، أبو الطيب اللغوي ، مراتب النحويين ٢٠ ، ياقوت ، إرشاد ، ١٩ / ٢٠٩.