وكان يقرأ (قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ) إلى قوله (أَحَبَّ إِلَيْكُمْ) فيقرأها برفع (أحب) (١).
وخطب الحجّاج وقال في خطبته : رسول أحدكم في حاجته أكرم عليه أم خليفته في أهله؟ فقلت في نفسي : لله عليّ أن لا اصلّي خلفك صلاة أبدا ، وإن وجدت قوما يجاهدونك لأجاهدنّك معهم. فقاتل يوم الجماجم حتّى قتل (٢).
أخبار الحجّاج بعد موته :
تمهيد :
أ ـ على عهد سليمان بن عبد الملك :
ولي يزيد بن المهلب الأزدي خراسان بعد وفاة أبيه (سنة ٨٣ ه) ، فمكث نحوا من ست سنين ، ثمّ عزله عبد الملك في سنة تسعين برأي الحجّاج ، وكان الحجّاج يخشى بأسه فسجنه مع اخويه ، وجعل الحرس عليهم من اهل الشام وطلب منه ستة آلاف ألف ، وأخذ يعذّبهم ، فكان يزيد يصبر صبرا حسنا ، وكان ذلك يغيظ الحجّاج منه ، فقيل للحجّاج : انّه رمي في ساقه بنشابة ، فثبت نصلها فيه ، فهو لا يمسّها إلّا صاح.
فأمر أن يعذّب في ساقه ، فلما فعلوا به ذلك صاح واخته هند بنت المهلّب عند الحجّاج ، فلما سمعت صوته ، صاحت وناحت ، فطلقها الحجّاج.
ثمّ هرب يزيد من سجن الحجّاج وذهب إلى الشام واستجار بسليمان بن عبد الملك ، فأجاره ، وكتب الوليد بن عبد الملك الخليفة إلى الحجّاج يأمره بالكفّ عن أهل يزيد بن المهلب ، فكف عنهم ، وأراد الوليد أن يخلع أخاه سليمان
__________________
(١) تاريخ ابن كثير ٩ / ١٢٦ ، تهذيب ابن عساكر ٤ / ٦٨.
(٢) تهذيب تاريخ ابن عساكر ٤ / ٧٣ ، تاريخ ابن كثير ٩ / ١٣١.