سنّة الرسول للسبب الّذي ذكرناه اخترع علماء العربية علم قراءة القرآن المحرّفة للقرآن الكريم كما درسناه في بحث القراءات ولله الحمد.
* * *
درسنا كيفية تنقيط المصاحف من قبل أبي الأسود الدؤلي ، وقد جاء كيفية التنقيط في اختلاف المصاحف لابن أبي داود كالآتي نصّه :
ب ـ كيف تنقّط المصاحف؟
قال أبو حاتم السجستاني : ونقطه بيده هذا كتاب يستدلّ به على علم النقط ومواضعه. إذا كان الحرف مرفوعا غير منون نقطته قدامه واحدة مثل قوله «؟» ، وإذا كان منصوبا غير منون نقطته واحدة فوقه كقوله «؟» ، وإذا كان مجرورا غير منون نقطته واحدة تحته كقوله «؟» ، وأمّا ما كان منونا فنقطتان مثل قوله في الرفع «؟» وفي النصب «؟» وفي الجر «؟» وربّما تركوا في النصب ، لأنّ الألف تدلّ على النصب ، فخفّفوا على الايجاز ، إلّا أنّهم ينونون عند الحروف الستة ، وإنما النقط على الايجاز لأنّهم لو تتبّعوا كما ينبغي أن ينقط عليه فنقطوه لفسد المصحف ، لو نقطوا قوله «؟» «فمثله» على الفاء والميم والثاء واللّام والهاء ونحو ذلك فسد ، ولكنّهم ينقطون على الميم واحدة فوقها وواحدة من بين يدي اللّام ، لأنّ اللّام حرف الإعراب وقد تنصب اللام وترفع وتجر ، وفتحوا الميم لئلا يظن القارئ أنها «فمثل» ، وإذا جاء شيء يستدلّ بغيره عليه ترك مثل قوله (قُتِلُوا (١) فِي سَبِيلِ اللهِ) ينقط بين يدي القاف واحدة ولا ينقط على التاء شيء ، لأنّ ضمتها تدلّ على أنّهم فعلوا.
__________________
(١) قتلوا : يعني في الخط الكوفي «؟».