بهم فلم يقرأ ب (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ولم يكبّر إذا خفض وإذا رفع ، فناداه المهاجرون حين سلّم والأنصار : أن يا معاوية! سرقت صلاتك ، أين (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)؟ وأين التكبير إذا خفضت ورفعت؟ فصلّى بهم صلاة اخرى فقال ذلك فيها الّذي عابوا عليه (١).
الصّلاة الّتي لم يقرأ فيها معاوية البسملة
قال عبد الله بن أبي بكر بن حفص بن عمر بن سعد : أنّ معاوية صلّى بالمدينة للناس العتمة ، فلم يقرأ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، فلمّا انصرف ناداه من سمع ذلك من المهاجرين والأنصار ، فقالوا : يا معاوية! أسرقت الصلاة أم نسيت؟ أين (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ... الحديث (٢).
دراسة الخبر وما أنتج :
إنّ هذا الخبر يوضّح لنا ما غمض من بعض الروايات الّتي سبق إيرادها ، منها قول ابن الزّبير : (ما يمنعهم منها إلّا الكبر).
وقول ابن شهاب : (أوّل من قرأ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) سرّا بالمدينة
__________________
(١) سنن البيهقي ٢ / ٤٩ ـ ٥٠ ؛ والشافعي في الامّ ١ / ١٠٨.
وإسماعيل بن عبيد بن رفاعة الأنصاري الزرقي المدني ، قال ابن حجر في لسان الميزان ٦ / ٥٠٩ : ما علمت روى عنه سوى ابن خثيم. وعبد الله بن عثمان بن خثيم القارئ المكّي ، وثّقه يحيى بن معين والعجلي. لسان الميزان ٦ / ٨٢٤. ترتيب مسند الإمام الشافعي ١ / ٨٠ ؛ سنن البيهقي ٢ / ٤٢ ـ ٤٤ ؛ مستدرك الحاكم ١ / ٢٣١ ، ٢٣٢ ؛ كنز العمال ٤ / ٣٠ ؛ تفسير الزمخشري ، تفسير سورة الحمد.
(٢) المصنف لعبد الرزّاق ٢ / ٩٢ ؛ وراجع كنز العمال ، ج ٤ ، الحديث ٤٤٩٤. وعتمة الليل : ظلامه ، ظلام أوّله بعد زوال نور الشفق ، يقصد أنّه صلّى المغرب وهي جهرية فلم يقرأ بها البسملة.