ولا يناقض ما ذكرناه هنا ما نقلوا عن وجود مدوّنات حديثية لبعضهم قبل هذا العصر مثل ما قالوا : إنّه كان للصحابي عبد الله بن عمرو بن العاص الصحيفة الصادقة ، وكذلك قالوا : كان للتابعي الزهري أحاديث مدوّنة. فإنّ أمثال ذينك المدوّنتين بلغ أسماؤها إلى العلماء في عصر تدوين الحديث فحسب.
ثمّ تسابق المحدّثون بمدرسة الخلفاء بعد ذلك ـ وعلى عهد المنصور العباسي ـ في تدوين ما بقي في ذاكرتهم من سنّة الرسول (ص).
تراجم المذكورين في الأخبار :
ابن جريج : عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكّي ، سمع جمعا من العلماء. يقال : إنّه أول من صنّف الكتب وكان أحمد بن حنبل يقول : كان ابن جريج من أوعية العلم. توفّي سنة ١٥١.
تذكرة الحفاظ ١ / ١٦٠ ؛ وابن خلكان ١ / ٢٨٦ ؛ وتاريخ بغداد ١٠ / ٤٠٠ ؛ ودول الإسلام للذهبي ١ / ١٩.
وسعيد بن أبي عروبة أبو نظر العدوي ولاء البصري ، وهو أوّل من صنّف الأبواب بالبصرة. قال أحمد بن حنبل :
لم يكن له كتاب إنّما كان يحفظ وتغير حفظه قبل موته بعشر سنين (توفّي : ١٥٦ للهجرة).
راجع ترجمته بتذكرة الحفاظ للذهبي ١ / ١٧٧ ـ ١٧٨.
وحماد بن سلمة بن دينار البصري الرّبعي بالولاء ، أبو سلمة ، مفتي البصرة ، وأحد رجال الحديث وهو أوّل من صنّف التصانيف المرضية (ت : ١٦٧ ه).
تهذيب التهذيب ٢ / ١١ ؛ وميزان الاعتدال ١ / ٢٧٧ ؛ وحلية الأولياء ٦ / ٢٤٩ ؛ والأعلام للزركلي.