واستفاد خصوم الإسلام من روايات الزيادة والنقيصة وأخبار اختلاف المصاحف لأغراضهم في نفي ثبوت النص القرآني ، كما سنشير إليه في بحث «المستشرقون والقرآن الكريم» في آخر الكتاب إن شاء الله تعالى.
* * *
وذكر ابن الجوزي وغيره قسما آخر من المحدّثين ممّن افترى على رسول الله (ص) احتسابا للخير ودفاعا عن الخلفاء مثل ما جاء في الخبر الآتي :
وضع الحديث والدسّ فيه صونا لمقام الخلافة
روى الخطيب البغدادي وغيره واللفظ للخطيب ، قال :
قدم على المهدي بعشرة محدثين فيهم الفرج بن فضالة وغياث بن إبراهيم وكان المهدي يحبّ الحمام ويشتهيها ، فادخل عليه غياث بن إبراهيم فقيل له حدّث أمير المؤمنين فحدّثه بحديث أبي هريرة «لا سبق إلّا في حافر أو نصل» وزاد فيه «أو جناح» فأمر له المهدي بعشرة آلاف. قال فلمّا قام ، قال : أشهد أن قفاك قفا كذاب على رسول الله (ص) إنّما استجلبت ذاك أنا. فأمر بالحمام فذبحت فما ذكر غياثا بعد ذلك (١).
ومن الروايات ما وضعت تزلفا للحكام وتحقيقا لغاياتهم ، مثل الرواية الآتية :
روى الاصبهاني بسنده عن الفضل بن إياس الهذليّ الكوفي أنّ المنصور
__________________
(١) تاريخ بغداد ١٢ / ٣٢٣ ـ ٣٢٤ ، الترجمة رقم ٦٧٦٧ ؛ والموضوعات لابن الجوزي ٣ / ٧٨ ؛ والبداية والنهاية ١٠ / ١٥٣ ؛ واللآلئ المصنوعة ٢ / ٤٦٨ ؛ وميزان الاعتدال ٣ / ٣٣٧ ، الترجمة رقم ٦٦٧٣. وقال الذهبي في ترجمته : كان يضع الحديث. وفي البداية والنهاية عتاب بن إبراهيم تصحيف.