الرسول (ص) إلى جنب آيات القرآن الكريم ، فاحرقت (١) ، وأمر بمن خالف أوامره مثل الصحابي ابن مسعود فجلب إلى المدينة واهين وامر به ، فضرب على الأرض وحرم من العطاء ـ راتبه السنوي من بيت المال ـ (٢).
وكان الخليفة عثمان في فعله مقتديا بالخليفة أبي بكر في نسخه القرآن مع حذف بيان الرسول (ص) ، غير أنّ الخليفة أبا بكر ترك مصاحف الصحابة بأيديهم ولم يأخذها ويحرقها كما فعل عثمان.
وكذلك في إحراقه المصاحف ، اقتدى بسلفه عمر حين جمع ما كتبه الصحابة من حديث الرسول وإحراقها غير انّه لم يكن في ما أحرق الخليفة الثاني القرآن الكريم كما فعله الخليفة الثالث.
وأبى الصّحابي المقرئ ابن مسعود أن يدفع إليهم مصحفه ليحرقوه ، وفي ما يأتي بعض هذا الخبر :
المقام الوحيد لحرق المصاحف :
قال ابن أبي داود : أبى ابن مسعود أن يسلم مصحفه ، وقال لأهل الكوفة :
يا أهل الكوفة! أو يا أهل العراق! اكتموا المصاحف الّتي عندكم وغلوها فإنّ الله يقول (... وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ ...) فالقوا الله بالمصاحف (٣).
وفي رواية اخرى :
__________________
(١) مرّت مصادر حرق عثمان للمصاحف في بحث روايات جمع القرآن وتناقضها ، باب من قال ان الخليفة عثمان جمع القرآن في مصحف ، ونضيف إلى ذلك المصاحف لابن أبي داود ، ص ١٩ ـ ٢٣ ؛ واليعقوبي ٢ / ١٧٠ ؛ وأنساب الأشراف للبلاذري ، تحقيق احسان عباس ، ط. بيروت سنة ١٤٠٠ ه ٤ / ١ / ٥٥٢.
(٢) راجع تفصيل خبر ابن مسعود في كتاب «أحاديث امّ المؤمنين عائشة» ١ / ٩٨.
(٣) مصاحف ابن أبي داود ١ / ١٧ ، باب كراهية (عبد الله بن مسعود ذلك). (آل عمران / ١٦١).