(كان جبريل ينزل على رسول الله (ص) بالسنّة كما ينزل عليه بالقرآن).
ومن البديهي في أمر الشريعة الإسلامية أنّ الله سبحانه وتعالى بلغها في القرآن الكريم وسنّة رسوله (ص) ، والجزء الأكبر من سنّة الرسول (ص) بلّغها الرسول (ص) في حديثه ، غير أنّ سياسة الخلفاء الثلاثة ، اقتضت كتمان نشر حديث الرسول (ص) وتجريد القرآن من حديثه (ص) ، وفي ما يأتي نذكر بإذنه تعالى سبب تجريدهم القرآن من حديث الرسول (ص) مفصّلا :
سبب تجريدهم القرآن من حديث الرسول (ص) ونهيهم عن كتابة حديثه
مرّ بنا في المجلّد الأوّل (١) :
أ ـ إنّ أبا سفيان أتى على سلمان وصهيب وبلال في نفر فقالوا ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها!
فقال أبو بكر : أتقولون هذا لشيخ قريش وسيّدهم.
ب ـ إنّ عبد الله بن عمرو بن العاص قال : كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله (ص) ، فنهتني قريش وقالوا : (تكتب كل شيء سمعته من رسول الله
__________________
ـ وأبو عبد الرّحمن أو أبو الوليد ، حسّان بن ثابت بن المنذر الأنصاري الخزرجي ، شاعر النبيّ (ص) ، وكان يفاخر عنه في مسجده وقال فيه النبيّ (ص) : «إنّ الله يؤيد حسّانا بروح القدس ما نافح عن رسول الله» ، وكان من أجبن الناس ولم يشهد مع النبيّ (ص) شيئا من مشاهده لجبنه ، ووهب له النبيّ (ص) جاريته سيرين اخت مارية ، فولدت له عبد الرّحمن. روى عن رسول الله (ص) حديثا واحدا أخرجه أصحاب الصحاح ما عدا الترمذي ومات قبل الأربعين أو سنة خمسين أو أربع وخمسين من الهجرة وهو ابن مائة وعشرين سنة. أسد الغابة ٢ / ٥ ـ ٧ ؛ وجوامع السيرة ، ص ٣٠٨ ؛ وتقريب التهذيب ١ / ١٦١.
(١) كل ما نذكره في هذا الموجز مرّت مصادره في ما مضى من بحوث المجلّد الأوّل ، الفصل الأوّل ، ص ١٤٤.