عليه : (قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ) فكتب : (بسم الله الرّحمن) حتّى نزلت عليه : (إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) فكتب : (بسم الله الرّحمن الرّحيم) (١).
هكذا جاء الخبر في هذه الرواية وإذا رجعنا إلى سيرة الرسول (ص) ، وجدنا مكاتباته كانت في المدينة وبعد تشكيله الحكومة الإسلامية في حين انّ (ارْكَبُوا فِيها ...) جاءت في الآية ٤١ من سورة هود و (قُلِ ادْعُوا اللهَ ...) في الآية ١١٠ من الإسراء و (إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ ...) في الآية ٣٠ من النمل والسور الثلاث مكّية.
وبذلك ثبت اختلاق الرواية ، وليس لنا بعد ذلك أن نلقي تبعة الأمر على الشعبي بدليل انّه كان يحتطب بحبال بني اميّة ولا على من روى عنه ، ولكنّنا نقول : انّ هذا الحديث يشبه الأحاديث الّتي وضعتها الزنادقة موافقة لمصلحة السلطة بقصد تخريب الإسلام لأنّها تحقق الغايتين كالآتي :
أ ـ الدفاع عن الخليفة الأموي معاوية فانّها تثبت بصورة غير مباشرة أنّ البسملة لم تنزل في أوّل كل سورة لكي لا يكون عدم قراءة معاوية إيّاها في صلاته منقصة له.
ب ـ زعزعة الثقة بالنص القرآني عن طريق التشكيك بنزول البسملة أوّل كل سورة مع أنّها مدونة أوّل كلّ سورة عدا سورة براءة ، وسوف ندرس غاية الزنادقة من وضع الأحاديث في ما يأتي إن شاء الله تعالى.
ونرى ـ أيضا ـ انّ ما رواه الصحابي أبو هريرة من نسيان الرسول (ص)
__________________
(١) طبقات ابن سعد ١ / ٢٦٣ ـ ٢٦٤ ؛ والتنبيه والاشراف للمسعودي ، ص ٢٢٥ ؛ وراجع كنز العمال ٥ / ٢٤٤ ، وط. الثانية ٢ / ١٩٠ ؛ ومصنف عبد الرزّاق ٢ / ٩١ ؛ والسيرة الحلبية ٣ / ٢٤٤ ؛ والعقد الفريد ٣ / ٤ ؛ وتفسير روح المعاني ١ / ٣٧.