ركعتين من الصلاة كان احتسابا للخير ودفاعا عن الخليفة معاوية في ادّعائه نسيان البسملة (١).
وأخيرا نستطيع أن نعرف سنّة الرسول (ص) الصحيحة بعرض المجموعتين من الأحاديث المتناقضة على كتاب الله الّذي بأيدينا والّذي ورثه المسلمون خلفا عن سلف عمّن كتبه في عصر الرسول (ص) وبارشاده ، ونأخذ منها ما وافق النص القرآني المكتوب ونطرح ما خالفه. وإذا فعلنا ذلك وجدنا أنّ البسملة دوّنت في أوّل كلّ سورة من القرآن عدا سورة براءة وأنّ المسلمين كافة عند ما يتلون أيّة سورة على المصحف يبدءون بقراءة البسملة عدا سورة براءة ، ونستدل من ذلك انّ الروايات الّتي ذكرت أنّ الرسول (ص) وأصحابه كانوا يبدءون قراءة السور في الصلاة بالبسملة هي الروايات الصحيحة والمبينة لسنّة الرسول (ص) الصحيحة ونطرح الروايات الّتي خالفتها.
وبناء على ما ذكرنا لا بدّ لنا من دراسة متون الأحاديث ـ أيضا ـ مثلا : ندرس مع دراسة السند تناسب الخبر المروي مع زمان الخبر ، فإذا روي لنا أنّ الرسول (ص) أرسل ابن عمّه عليّا إلى المدينة ، وأمره أن لا يدع بها وثنا إلّا كسره ولا قبرا إلّا سوّاه ولا صورة إلّا لطخها ، فذهب وامتثل أمر الرسول (ص) ، نعلم أنّ علّة هذا الحديث مع فرض صحّة سنده أنّه لا يصدق مع الزمان الّذي كان الرسول (ص) فيه بمكّة ، ولا الزمان الّذي كان فيه في المدينة ، كما بحثنا شأنه مفصلا في الجزء الأوّل من كتاب معالم المدرستين (٢).
وأحيانا نجد ملابسات اخرى تيسر لنا معرفة شأن الحديث كما وجدناه
__________________
(١) راجع بحث سهو النبيّ (ص) عن ركعتين من كتاب (أبو هريرة) لآية الله شرف الدين.
(٢) راجع معالم المدرستين ١ / ٦٧ ـ ٦٨ من الطبعة الرابعة ، بحث الخلاف حول البناء على قبور الأنبياء.