(٥) عن الصحابي ابيّ أنّه قال : هكذا أقرأنيها رسول الله (ص).
(٦) إنّ رسم السورتين ـ الحفد والخلع ـ كانتا في مصحف ابن عباس بقراءة الصحابيين ابيّ وأبي موسى.
وبلغ من الشهرة مبلغا قال فيه الحافظ المقرئ ابن المنادي في كتابه ناسخ القرآن ومنسوخه : (لا خلاف بين الماضين والغابرين أنّهما مكتوبتان في المصاحف المنسوبة إلى ابيّ بن كعب) كما مرّ بنا قوله.
(٧) وكذلك ما افتري بها على أحد الصحابة مثل قولهم : إنّ الصحابي ابن مسعود كان يحك المعوذتين من المصحف ويقول : لا تخلطوا القرآن بما ليس فيه ، و ـ أيضا ـ ما افتري بها على كتاب الله وأحد ولاة الجور مثل قولهم : إنّ الحجّاج بدّل من المصحف أحد عشر حرفا.
(٨) وإنّ الصحابي حذيفة قال : قرأت سورة الأحزاب على النبيّ (ص) فنسيت منها سبعين آية.
(٩) إنّ امّ المؤمنين عائشة قالت : كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمان النبيّ (ص) مائتي آية ، فلمّا كتب عثمان المصاحف لم يقدر على أكثر ممّا هو الآن.
إذا قارنا بين تلكم الحقائق من أخبار القرآن وهذه المفتريات علمنا أنّه يستحيل أن يصدر مثل هذه الأقوال من الصحابة ويستحيل أن يفعل الصحابي ابن مسعود ما نسب إليه والوالي الجائر الحجّاج ما نسب إليه ، فإنّ ما نسب إلى ابن مسعود من أنّه (كان لا يكتب فاتحة الكتاب في مصحفه ويحك المعوذتين من المصحف ويقول : لا تخلطوا القرآن بما ليس منه انهما ليستا من كتاب الله) يدلّ على أنّه لم يكن يخصّ بفعله هذا مصحفه بل كان يفعل ذلك مع مصاحف الآخرين وإلّا لقال : (كان يحك المعوذتين من مصحفه) ويؤيد ذلك ما جاء بعده : (لا تخلطوا القرآن) فإنّه خطاب للآخرين ، وإذا علمنا أنّ الخليفة عمر بعثه معلّما