على ذلك ولا أنت : أنّ الصحابي ابن الزّبير الّذي بويع بالخلافة والوالي الجبار الحجّاج ليست لهما قدرة على تبديل شيء من القرآن ، وقوله هذا مصداق لقوله تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ).
ج ـ ما لم يفهم فيها كلام الصحابي وفي بعضها لم ترو الرواية بلفظ الصحابي نسيانا أو تعمّدا :
وأمّا ما لم يفهم فيها كلام الصحابي وفي بعض منها لم ترو الرواية بلفظ الصحابي نسيانا أو تعمّدا ، فقد جاءت تلكم الروايات في صحيحي البخاري ومسلم وسائر كتب الحديث والتفسير مثل :
أ ـ روايات جاء فيها نقصان سور وآيات مثل ما جاء في كتب الحديث والتفسير ما موجزه :
انّ أبا موسى الأشعري بعث إلى قرّاء أهل البصرة فدخل عليه ثلاثمائة رجل فقال في حديثه لهم : ... وإنّا كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة فانسيتها غير أنّي حفظت منها : (لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلّا التراب). وكنّا نقرأ سورة نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها ، غير أنّي حفظت منها : (يا أيّها الّذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون فتكتب في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة).
دراسة الخبر :
من المحال عادة أن يقول ذلك أبو موسى ، مع وجود آلاف القرّاء من الصحابة وعشرات الالوف منهم في التابعين يومئذ بل مئات الالوف ، ومع وجود عشرات الالوف من المصاحف المكتوبة لديهم ، كما ثبت لنا ذانك في ما مرّ بنا من بحوث.