بداية الطّعن في الإسلام والقرآن بعد عصر الرسول (ص)
لقد مرّ بنا في المجلّد الأوّل من هذا الكتاب ، ما عاناه الرسول (ص) من كفّار قريش بمكّة ومن اليهود في المدينة في أمر تبليغ الإسلام ولا سيما القرآن ، وخصّصنا هذا البحث لدراسة ما عاناه حفظة الإسلام وحملته في شأنهما بعد الرسول (ص) منهم.
وفي مقدّمتهم يوحنا الدمشقي ـ الّذي كان يعيش في كنف البلاط الأموي ـ أوّل من تصدى للإسلام هو وخليفته ثيودر أبو قرة وبدأ بالتلاعب الجدلي البيزنطي الّذي كان يتقنه المسيحيون المتأثرون بالفلسفات اليونانية وأثار مسائل جدلية مثل : هل كلام الله مخلوق أم غير مخلوق؟ وهل روح الله مخلوق أم غير مخلوق؟ والّذي انتشر بعد ذلك بين المسلمين. وأنّ الوحي الّذي ادعاه الرسول (ص) (كذا) كان يصاغ حسب رغباته الجنسية مشيرا إلى قصة زيد وزينب والّتي اعتبرت بعد ذلك عند المسيحيّين من الأساليب الجدلية الّتي يتفننون بها كيدا للإسلام.
ومثل قوله ان المفاهيم منقولة من التوراة والإنجيل ، وتأثر به بيزنطينيون حاقدون على الإسلام رافضون للقرآن مثل نيكيتاس وزيجابينوس في كتاباتهما المتأثرة بالدمشقي ثمّ أخذ منه اللّاتين الغربيون وردّدوا أقواله بأساليب مختلفة وكان ذلك إبان الحروب الصليبية ، وعند ما أدرك المسيحيون قوّة المسلمين الّذين يدينون بالإسلام ويحملون القرآن شنوا حملة ضدّهم ، وكان الرائد لهذه الحملة بطرس الكلوني الّذي ذهب إلى اسبانيا وترأس إدارة ديركلوني سنوات (١٠٩٤ ـ ١١٥٦ م) ونادى بحرب المسلمين عسكريا وفكريا ، ويكتب للملوك الصليبيين : انّ الراهب ينبغي أن يكون مسيحيا في فضائله عسكريا في أعماله ، وانّ تنصير