أرى شيئا من لحن ستقيمه العرب بألسنتها) (١).
١٠ ـ وروى عكرمة ، قال :
(لمّا أتي عثمان بالمصحف رأى فيه شيئا من لحن ، فقال : لو كان المملي من هذيل والكاتب من ثقيف لم يوجد فيه هذا) (٢).
خلاصة روايات جمع القرآن :
أوّلا ـ جاء في صحيح البخاري وفتح الباري وغيرهما :
أ ـ إنّ أبا بكر أرسل إلى زيد بن ثابت بعد مقتل أهل اليمامة وقال : استحرّ القتل بقرّاء القرآن ، وإنّي أخشى أن يستحرّ بهم القتل ، فيذهب كثير من القرآن فتتبع القرآن فاجمعه ، فقال زيد : كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله (ص)؟ ثمّ قبل الرأي ، وتتبع القرآن ، فجمعه ، ولم يكن يقبل شيئا منه إلّا بشهادة اثنين ووجد آخر سورة براءة (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ ...) مع خزيمة ، ولم يجدها مع غيره ، فكتبها ، لأنّ الرسول (ص) جعل شهادة خزيمة بشهادة رجلين.
ب ـ وفي رواية اخرى : إنّ زيدا اقترح ذلك على عمر بعد قتل خمسمائة رجل من القرّاء يوم اليمامة ، فذكر ذلك لأبي بكر ، فاستشار المسلمين في جمع القرآن فصوّبوا الرأي ، فأمر أبو بكر فنادى في الناس من كان عنده شيء من القرآن فليجئ به ، فكانوا يكتبونه حتّى انتهوا إلى (ثُمَّ انْصَرَفُوا ...) من سورة براءة فظنّوا أنّها آخر ما نزل من القرآن فقال لهم ابيّ إنّ رسول الله (ص) أقرأه بعدها آيتين هما : (لَقَدْ جاءَكُمْ ... رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) وقال : هذا آخر ما نزل من القرآن.
__________________
(١) كنز العمال ٢ / ٣٧٢ ؛ ومنتخب الكنز ٢ / ٥١ ، عن المصاحف لابن أبي داود ؛ والمصاحف لابن الأنباري.
(٢) نفس المصدر السابق.