شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ).
والرواية المختلقة تشير إلى هذه الواقعة فان عمرو بن العاص هذا كان واليا على مصر من قبل معاوية ، وفي عصر معاوية ومختلق الحديث يزعم ان عمرو العاص قال على منبر مصر : (محي من كتاب الله الف حرف أي ألفه جملة وكل حرف محي بألف درهم وأعطيت ألف درهم على أن يمحى (إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) ـ والتي نزلت في شأن أبيه ـ فقالوا : لا يجوز ذلك فكيف جاز لهم ذلك ولم يجز لي).
بعد أن درسنا مغزى الكلام نسأل المختلق من هم الذين دفعوا لحذف كل مورد من ألف مورد ألف درهم وبلغ مجموعه الف الف درهم؟ ومن الذي أخذ هذه المبالغ ومحا من القرآن ما محا ـ والعياذ بالله؟ وينافي ما في هذه الرواية الواقع التاريخي للقرآن في عصور الخلفاء قبله.
لقد مرّ بنا في بحث أخبار القرآن والسنّة بعد الرسول (ص) من المجلد الثاني من هذا الكتاب ص ١٦٤ انه : لما ولي الخلافة الصحابي القرشي أبو بكر جمع الناس وقال في حديثه معهم : (.. فلا تحدثوا عن رسول الله شيئا فمن سألكم فقولوا بيننا وبينكم كتاب الله فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه).
أخبار الكتاب والسنّة على عهد الخليفة القرشي عمر
ذكرنا أن الخليفة عمر هو الصحابي الذي رفع ـ حسب اجتهاده ـ بكل صلابة شعار حسبنا كتاب الله في وجه رسول الله (ص) وفي آخر ساعة من حياته وعلى أثر ذلك وقع ما وصفه ابن عم الرسول (ص) عبد الله بن عباس بقوله : (الرزيّة كل الرزيّة ما حال بين رسول الله (ص) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب) و (بكى حتّى خضّب دمعه الحصباء) وانه (فلمّا أكثروا اللغط قال رسول