«... إنّ اشتياقه (أي الشيخ النوري) لجمع الضعاف والغرائب والعجائب وما لا يقبلها العقل السليم والرأي المستقيم ، أكثر من الكلام النافع ، والعجيب من معاصريه من أهل اليقظة! كيف ذهلوا وغفلوا ، حتى وقع ما وقع ، ممّا بكت عليه السّماوات ، وكادت تتدكدك على الأرض؟! (١)».
وذلك ـ أيضا ـ هو مطلوب الغلاة عند ما نقلوا القراءات ـ التي اختلقها الزنادقة بمدرسة الخلفاء ، والذين جعلوا القرآن عضين ـ إلى مدرسة أهل البيت ، وألّف بعضهم كتاب القراءات ، ليستدلّوا بجملتها على وقوع التحريف في القرآن ، ومن هذا القبيل كان ما مرّ في البحث الثالث والسادس والسابع والعاشر ، إلى السابع عشر ونظائره ، اللاتي سندرسها تباعا إن شاء الله ، وبأمثال تلكم الروايات ، استطاعوا أن يستدرجوا من اطمأنّ إلى أقوالهم ، إلى قبول ما أدرجوه ، بمقتضى غلوّهم في الروايات ، التي مرّت بنا في بحوث الأوّل والثاني والرابع والخامس والثامن والتاسع ، وما يأتي من نظائرها في البحوث الآتية ، وهكذا استطاعوا أن يتصيّدوا في الماء العكر.
ومن الجائز أن نعدّ الإضافات ، ـ لو صحّ الإسناد ـ بيانا وتفسيرا ، وكونها من القرآن ، مخلّ بالوزن والتعبير.
رابع عشر ـ رواية آية (٢٧٥):
(سو) ١٤١ ـ السياري مرسلا عن أبي الحسن عليهالسلام في قوله عزوجل والذين يأكلون الربوا لا يقومون يوم القيامة إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس.
__________________
(١) أنوار الهداية في التعليقة على الكفاية ، الجزء الأوّل ، ص ٢٤٤ ـ ٢٤٥ ، ط. مؤسسة تنظيم ونشر آثار الإمام الخميني ١٤١٣ ه.