ونضيف الى ما سبق انتشار الاخطاء الكثيرة في نسخ الكتب المخطوطة ونورد على سبيل المثال صنفين منها في ما يأتى باذنه تعالى.
ثم ان علماء الاصول بمدرسة أهل البيت (ع) التزموا بصحة الحديث في دراساتهم العقائدية والفقهية دون غيرها في مثل كتب الأدعية والاخلاق كما سنبينه باذنه تعالى في ما يأتي.
أ ـ التزام علماء مدرسة أهل البيت (ع) بصحة الحديث في أخذ الاحكام
واصول الدين دون غيرهما
كان التشديد على الغلاة والكذّابين واستنكار أخذ الحديث منهم لدى مدرسة أهل البيت (ع) في عصر أئمة أهل البيت. ثم تسامح العلماء والمحدثون بمدرسة أهل البيت في نقل الحديث بجميع أبواب المعرفة الاسلامية ، عدا أبواب الحلال والحرام. المسمّى بفروع الدين ، وأبواب العقائد المسمّى باصول الدين. وتسامح المحدثون في غيرهما ، ونقلوا الحديث في كتبهم عن كلّ مسلم ، قويا كان أم ضعيفا ، صدوقا كان أم كذوبا. وكذلك تسامح المحدثون القميّون أنفسهم ، ونقلوا الحديث عمّن كان اسلافهم يخرجونهم من قم وعن أمثالهم المتهمين بالغلو ووضع الحديث.
وهكذا انتشرت أحاديث الضعفاء والمتروكين سابقا في كتب علوم القرآن والسيرة وأمثالهما من فنون العلوم الاسلامية.
قال النجاشي (١) في ترجمة جابر الجعفي ما موجزه :
«روى عنه جماعة غمز فيهم وضعّفوا ، منهم : عمرو بن شمر ومفضّل بن صالح ومنخل بن جميل ويوسف بن يعقوب. وكان شيخنا أبو عبد الله ـ المفيد ـ قلّ
__________________
(١) احمد بن علي النجاشي (ت : ٤٥٠ ه) في كتابه «رجال النجاشي» ط. طهران المصطفوي ص ١٠٠.