نسوا ما ذكروا به فتحت عليهم أبواب العذاب ، وقد رفعت ذلك عن أمّتك ، وكانت الأمم السالفة إذا أخطأوا أخذوا بالخطأ وعوقبوا عليه ، وقد رفعت ذلك عن أمّتك لكرامتك عليّ.
فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم اللهم إذا أعطيتني ذلك فزدني. فقال الله تعالى له : سل ، قال : (رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا) ، يعني بالإصر : الشدائد التي كانت على من كان من قبلنا. فأجابه الله عزوجل إلى ذلك ، فقال تبارك اسمه : قد رفعت عن أمّتك الآصار التي كانت على الأمم السالفة : كنت لا أقبل صلاتهم إلّا في بقاع من الأرض معلومة اخترتها لهم وإن بعدت ، وقد جعلت الأرض كلّها لأمّتك مسجدا وترابها طهورا ، فهذه من الآصار التي كانت على الأمم قبلك ، فرفعتها عن أمّتك كرامة لك.
وكانت الأمم السالفة إذا أصابهم أذى من نجاسة قرضوه من أجسادهم ، وقد جعلت الماء لأمّتك طهورا ، فهذه من الآصار التي كانت عليهم ، فرفعتها عن أمّتك.
وكانت الأمم السالفة تحمل قرابينها على أعناقها إلى بيت المقدس ، فمن قبلت ذلك منه أرسلت عليه نارا فأكلته فرجع مسرورا ، ومن لم أقبل ذلك منه رجع مثبورا ، وقد جعلت قربان أمّتك في بطون فقرائها ومساكينها ، فمن قبلت ذلك منه أضعفت ذلك له أضعافا مضاعفة ، ومن لم أقبل ذلك منه رفعت عنه عقوبات الدنيا ، وقد رفعت ذلك عن أمّتك ، وهي من الآصار التي كانت على الأمم من قبلك.
وكانت الأمم السالفة صلاتها مفروضة (عليها) في ظلم الليل وأنصاف النهار ، وهي من الشّدائد التي كانت عليهم ، فرفعتها عن أمّتك وجعلتها خمسا في خمسة أوقات ، وهي إحدى وخمسون ركعة ، وجعلت لهم أجر خمسين صلاة.