* س ٢٠ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَلَئِنْ أَرْسَلْنا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ (٥١) فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (٥٢) وَما أَنْتَ بِهادِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (٥٣) اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (٥٤) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ كَذلِكَ كانُوا يُؤْفَكُونَ) (٥٥) [سورة الروم : ٥١ ـ ٥٥]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسي : ثم عاب سبحانه كافر النعمة فقال : (وَلَئِنْ أَرْسَلْنا رِيحاً) مؤذنة بالهلاك باردة (فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا) أي : فرأوا النبت والزرع الذي كان من أثر رحمة الله مصفرا من البرد بعد الخضرة والنضارة. وقيل : إن الهاء يعود إلى السحاب ، ومعناه : فرأوا السحاب مصفرا ، لأنه إذا كان كذلك ، لم يكن فيه مطر (لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ) أي : لصاروا من بعد أن كانوا راجين مستبشرين ، يكفرون بالله وبنعمته ، ولم يرضوا بقضاء الله تعالى فيه ، فعل من جهل صانعه ومدبره ، ولا يعلم أنه حكيم لا يفعل إلا الأصلح ، فيشكر عند النعمة ، ويصبر عند الشدة. ثم قال سبحانه لنبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم : (فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ) يا محمد (الْمَوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ) شبه الكفار في ترك تدبرهم فيما يدعوهم إليه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم تارة بالأموات ، وتارة بالصم ، لأنهم لا ينتفعون بدعاء الداعي ، فكأنهم لا يسمعونه. (إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ) أي : إذا أعرضوا عن أدلتنا ، ذاهبين إلى الضلال والفساد ، غير سالكين سبيل الرشاد. (وَما أَنْتَ بِهادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ) يعني : إنهم كالعمي لا يهتدون بالأدلة ، ولا تقدر على ردهم عن العمى ، إذ لم يطلبوا الاستبصار. (إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا) ليس تسمع إلا من يصدق بآياتنا وأدلتنا ، فإنهم المنتفعون بدعائك وإسماعك. (فَهُمْ مُسْلِمُونَ) منقادون لأمر الله. ثم عاد سبحانه إلى