وقال علي بن إبراهيم : أنه كان سبب نزولها : أن امرأة من الأنصار أتت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقد تهيّأت وتزينت ، فقالت : يا رسول الله ، هل لك فيّ حاجة ، فقد وهبت نفسي لك؟ فقالت لها عائشة : قبّحك الله ، ما أنهمك للرجال؟! فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «مه ـ يا عائشة ـ فإنها رغبت في رسول الله إذ زهدت فيه». ثم قال : «رحمك الله ، ورحمكم يا معاشر الأنصار ، نصرني رجالكم ، ورغبت فيّ نساؤكم ، ارجعي ـ رحمك الله ـ فإني أنتظر أمر الله». فأنزل الله : (وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) ، فلا تحلّ الهبة إلا لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (١).
* س ٢١ : ما هو معنى قوله تعالى :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ وَلكِنْ إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ ذلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيماً (٥٣) إِنْ تُبْدُوا شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللهَ كانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) (٥٤) [سورة الأحزاب : ٥٣ ـ ٥٤]؟!
الجواب / ١ ـ قال عبد الله بن عباس : أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم تزوج زينب بنت جحش ، فأولم ، وكانت وليمته الحيس (٢) ، وكان يدعو عشرة عشرة ، فكانوا إذا أصابوا طعام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم استأنسوا إلى حديثه ، واستغنموا النظر إلى وجهه ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يشتهي أن يخفّفوا عنه فيخلو له المنزل ، لأنه
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١٩٥.
(٢) الحيس : هو الطعام المتخذ من التمر والدقيق والسمن. «النهاية : ج ١ ، ص ٤٦٧».