وصفا ذهنه ، وصحّ تمييزه» (١).
* س ٢٤ : ما هو معنى قوله تعالى :
(إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً (٥٧) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً)(٥٨) [سورة الأحزاب : ٥٧ ـ ٥٨]؟!
الجواب / قال الإمام أبو محمد العسكري عليهالسلام : «إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بعث جيشا ذات يوم لغزاة ، وأمّر عليهم عليا عليهالسلام ـ وما بعث جيشا قط وفيهم عليّ عليهالسلام إلا جعله أميرهم ـ فلما غنموا رغب علي عليهالسلام في أن يشتري من جملة الغنائم جارية ، ويجعل ثمنها في جملة الغنائم ، فكايده فيها حاطب بن أبي بلتعة ، وبريدة الأسلمي ، وزايداه ، فلما نظر إليهما يكايدانه ويزايدانه انتظر إلى أن بلغت قيمتها قيمة عدل في يومها فأخذها بذلك ، فلما رجعوا إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم تواطئا على أن يقولا ذلك لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فوقف بريدة قدام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقال : يا رسول الله ، ألم تر إلى عليّ بن أبي طالب أخذ جارية من المغنم دون المسلمين؟ فأعرض عنه ، وجاء من خلفه ، فقالها ، فأعرض عنه ، ثم عاد إلى بين يديه ، فقالها ، فغضب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم غضبا لم يغضب قبله ولا بعده غضبا مثله ، وتغيّر لونه ، وتربّد (٢) وانتفخت أوداجه ، وارتعدت أعضاؤه ، فقال : ما لك ـ يا بريدة ـ آذيت رسول الله منذ اليوم ، أما سمعت قول الله عزوجل : (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً)؟.
__________________
(١) الاحتجاج : ج ١ ، ص ٢٥٣.
(٢) تربد : احمر وجهه حمرة فيها سواد عند الغضب. «لسان العرب ـ ربد ـ ج ٣ ، ص ١٧٠».